إشتقت إليك يا "نفسي"

إلى نسمات الرّضا في لفتات جيدكِ

إلى ابتسامة القناعة في محياكِ

إلى وجهكِ الطّفولي .. إلى حنانك

إلى أحلامك المختبئة في زوايا غرفتك ..

إشتقتُ ..
إلى تلك الزّاوية ..

حيث تجلسين على الأريكة ..

في الأماسي الصّافية ..

تتمسّكين بشيء من ذكراه ..

بنظرة من عينيه ..

بحنان يشعّ كالشّمس في مقلتيه

إشتقت ..

إلى ذاك الضّوء الخافت ..
الذي يخفي تحت ستائره ألف سرّ

من أسرار شقاء ...

صاغته إرادة الأنثى فيكِ

بصيصاً من بقاء


يهوي على أحلامك في ساعات النّقاء

و يترك على جبينك بصمة

تعمّ الكون سحراً من ضياء ..

و اشتقتُ

اشتقتُ .. إلى مرآتكِ ..

إلى ذاتها التي تغلغلت في ذاتكِ

إلى أنين الوجد في عَبراتكِ

اشتقتُ إلى صمتكِ

إلى عباراتكِ ..
اشتقتُ ..

و اعتراني الوجد حتى رماني

على عتبات البعد .. جثّة أعاني

السّهد .. أستجلي مكاني ..
في زمانٍ .. لم يكن يوماً زماني

اشتقت إليكِ

يا غالية ..

يا يداً نقيّة حانية

يا كفّاً .. تمتدّ نحوي تعطيني

يا راحة تمسح براحتها .. جبيني

يا قطرات من ماء الورد ..

تاهت .. و سكنت .. في لحظة

موانئ عيني ..
اشتقتُ ..

إلى تبلور الفضّة في خيالكِ

إلى يراعكِ الثرثار .. المتهالكِ

على صفحة من ثلج يحترق

على سطور .. تتباهى .. تأتلق ...

اشتقتُ ..

إلى الثّورة على المستحيل ..

إلى اللا .. إلى اللّيل الطّويل

إلى إغفاءة ٍعلى أكتاف الحلم ِ

إلى ذاتي المتلاشية في ثنايا الرّحيل

إشتقت إليك يا "نفسي"

فاعذريني ..

و مدي إليَ يدكِ ..

احضنيني ..
أشعر بالبرد أنا فدثّريني

عطشى للحنان .. فلا تحرميني

و هاتي ماء حبكِ .. به ارويني

قد طال بي البعد ..

أما آن الاوان لتهنأ نفسي الحائرة