ضُمَّني ...
ذاك العناقُ يقتلني ...
وحرارةُ الصدرِ تُحرقني ..
ضُمَّني بعنفِ متيمٍ مشتاقْ
بقسوةِ اللقاء بعد الفراقْ ..
بعزم لا يلين ..
وقُبلة بين الحين والحين ..
وريقٍ كالشهد أعتصره
كالصهباء في مبسمي أختمره
في لُمَيَّاك يُراق ..
عانق حنيني ..
حنيناً أزلياً يفنيني ..
إليك يا سيد الحرف
وقائد الأحلام ومبعث العطف
أسْتنبِتُ فيك الإغراء
أسْتقطبُ جنوح الأهواء
أختلقُ من صلصالي أنثى
أتقصَّدُ في صمتي الإيماء
هلم فذا شتاء قاسي ..
بارد كالقطب .. ضوى إبلاسي
هلم .. تجلى في غفوتي ويقظتي
وأمزج بأنفاسك .. أنفاسي ..
تحلى بزهو الشعور
وحُرقة الأنفاس في الصدور
وأدرك مني إحساسي ..
إليك يا سيد الأحلام
مساري ومعارج وآكام
ربوعاً مشتاقة
ضلوعاً تواقة
رغبات سادرة
تمنيات ورجاءات وأوهام ..
صُبَّ في أذني ألف أهواك ..
آه ... تلك الهمسات تشغفني
ودفئ صوتك للخنوع يحملني
هاتها فياضة من ينبوع لا ينضب
من خافقٍ جياش بالرغبة
مشرق بالمنى لا يغرب
هاتها سلافة معتقة تُسْكرني
صبَّها على جسدي رغبات
وصبَّني عليك أسحاراً وأهدرني
ضُمَّني أحتاج للصدر المعين ..
لصدر يبلسم فيَّ انتفاضات الشوق والأنين
كترياق يشفي نزف أمنيتي
يُطيِّبُ كعطرِ الليل أمسيتي
يشكلني .. ويخلقني ..
يكتبني من جديد ..
من " سفر تكوين "قد طال انتظاري ...
وعانيتُ برحاء احتضاري
تعاظمَتْ أنَّاتي في الآفاق
تواترت حسراتي في الأحداق
تسامى افتكاري طوراً
باحثاً في الغد الآتي عن حلم السنين !!أيطول الطريق شوقاً ؟
ما أبعدها المسافات
قد أزِفَتْ منا ساعات الحلم
واقتربت لحظات !
يا خشيتي من جنوني
من لسع نار الهوى وشياطيني
من ذاك المرقد يسلبني
لجاجة نجواي وحنيني
قد أزفت لحظات ؟؟؟
يا لخوفي من وأدِ الفضول
دهراً في ذاتي يجول
لحوحاً يدفعني
وطوراً يكبتني ويمنعنييا سيدي بُشراك ..
ما أرقَّها ..
لطيفة هي أنثاك ..
مياسة تنوس بين أيسرك ويمناك
هل للحزن أن يخبو ؟
وفيالق الأسى المقيتة أن تغفو
في عرين الوقت الجميل ؟
بين أصباح المودة والأصيل ؟
مرَّ وقتٌ مفعم بالتمني
مرَّ وقت طويل !!
قبل أن تهديني العلوم
وتقتطف لي من حديقة الثريا نجوم
تهديني الشهب والنيازك
وتشعلني كفتيل سراجك
وتدثرني بلحاف نعيم(3)
ناجيتُ طيفكِ ليلاءَ احتضاري
وابتهلتُ في ذاتي شَجْوَ أشعاري
يا مُنيَّة الروح .. يا صدوقة الوجد
يا عذبة القلب ومياسة القدِّ
يا مبسم الحسن .. يا وطني وداري
شددتُ رحالي شوقاً إليك
قطعت الدروب ..
لأنثر كل الوله بين يديك
لألثم ضفراً داعب روحي منذ سنين
وأرزح في مملكة وعرين
أصَدِّقُ لحظي ذات أصيل
أنازع بين الشك وبين اليقين
أتراه تجلى أملي ؟
وحلَّ ربيع أتاح مباشرتي وعملي ؟
وآن الوقت أباح البدء
وسنحت لي فرص
اعتصار إلهامي
هذي حضاراتي
صروحاً تنتشر في أفق ذاتي
نسيم عواطفي وقدح جمراتي
وبوح رسالتي
ومعبد ابتهالاتي .. تنزلت فيه آياتي
عالجت فيها حلو الحادثات
وأفرغت في غيابتها آلامي ولذاتيأغرتني غضاضتها
دوختني بضاضتها
بيضاء كبهج الثلوج
كوهج الوميض
كنور يموج
كعطر يضوع بغادة حسنأولها لطيف اللقاء ..
ثانيها جنون العناق
ثالثها بوح وشجون
رابعها همس وحنين
خامسها إبحار في الأحداق
سادسها تراضٍ ووفاق
سابعها ضياع وشرود
هذيان بغير حدود
رشف رحيق ومذاق
حرب وقتال وعراك
هدن ووعي وإدراك
ما انتهت أبداً روعة ال
الجورية
لم تذبل ..
ذبل الزمان وذوى المكان
وظلتْ هي كما هي ..
مبهج الروح ..
سيدة السحر .. أسطورة .. حورية
هاربة من جنة الخلد
ريقها كوثر
قلبها جوهر
خدها مزهر
تمدني بدفئ الأحلام الشتوية
ظلت هي كما هي
عطراً يجوب أزقة رئتي
يتنقل في الروح .. يجري بأوردتي
من الأزل إلى الأبد دمعة في مِقَتِي
ما انقطع حنيني إليها ولا خبا
بل زاد جمعاً وطغى ونبا
ولا انجذم شجوني إليها ولا انتفى
يا طيفاً من أمسي
يا ومض شعوري وحسي
لك الحياة وأنت المرام
سلافة في روحي ومُدام
بيرقاً في ذاتي مرفرفاً
خافقاً في قلبي
له في القلب جليل المقام ..
دفئ مؤنس واحتراق
كطفل بريء لعوب لجوج
وإفراغ اختلاجات جملي ؟
هو فجر يُطِلُّ .. وهو ليل يطول ..